قصة البيت المهجور


 قصة "البيت المهجور"


في قرية صغيرة محاطة بغابة كثيفة، كان هناك بيت مهجور يعرفه الجميع باسم "بيت العجوز ليلى". كان البيت قديمًا، جدرانه متشققة وسقفه متهالك. تحيط به الأشجار المظلمة التي تبدو وكأنها تهمس أسرارًا مخفية مع كل هبة ريح.


تقول الحكايات المحلية إن العجوز ليلى كانت ساحرة. كانت تعيش بمفردها، ولم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها. اختفت فجأة ذات يوم، ولم يروها أحد منذ ذلك الحين. لكن الشائعات كانت تقول إن روحها لا تزال تسكن البيت، غاضبة ومتربصة بأي شخص يجرؤ على دخوله.


ذات ليلة مظلمة وعاصفة، تحدى أربعة أصدقاء شجعان هذه الأسطورة. قرروا دخول البيت ليثبتوا أنه مجرد خرافة. كان الجميع مترددًا إلا أن "سامر"، وهو أكثرهم جرأة، تقدم أولاً. فتح الباب بصعوبة، فصدر صوت صرير عالٍ كأنه أنين شخص يتألم.


داخل البيت، كانت الجدران مغطاة برسومات غريبة وأشياء مهجورة. فجأة، شعر "سعيد" بأن هناك من يلمس كتفه، لكنه عندما التفت، لم يكن هناك أحد. ارتفعت دقات قلوبهم جميعًا، لكنهم قرروا المضي قدمًا.


في الغرفة الرئيسية، وجدوا مرآة ضخمة مكسورة، وكأنها تعكس ماضيًا غامضًا. بينما كان "ليلى"، إحدى الفتيات، تحدق في المرآة، رأت صورة امرأة عجوز تقف خلفها! صرخت ليلى، لكن عندما التفتوا جميعًا، لم يروا أحدًا.


بدأت الأبواب تُغلق من تلقاء نفسها، والرياح تعصف داخل البيت رغم أن كل النوافذ مغلقة. أصوات غريبة بدأت تصدر من الجدران، وكأنها همسات تهددهم.


ركض الأصدقاء في كل الاتجاهات بحثًا عن مخرج، لكن البيت كان وكأنه يحبسهم بداخله. في لحظة، ظهر ضوء خافت من الغرفة العلوية. قرروا الصعود لمعرفة مصدره، ولكن ما وجدوه كان مخيفًا: كتاب قديم مفتوح، وأوراقه تتحرك وكأنها تُقلب بيد غير مرئية.


فجأة، ارتفعت أصوات صراخ من الكتاب، وكأن مئات الأرواح المحبوسة تطالب بالنجاة. حاول سامر إغلاق الكتاب، لكن يده لم تستطع التحرك، وكأن قوة خفية تمسك به.


في اللحظة الأخيرة، تمكن "سعيد" من سحب الكتاب وإلقائه على الأرض، فاشتعلت النيران في كل شيء. ركضوا بسرعة خارج البيت، ولكن قبل أن يصلوا إلى الأمان، التفت سامر مرة أخرى ورأى العجوز ليلى تقف عند النافذة، تحدق بهم بابتسامة شيطانية.


منذ ذلك الحين، لم يتجرأ أحد على الاقتراب من البيت المهجور. يقولون إن من يقترب منه يسمع همسات تدعوه للدخول..


. فهل ستكون التالي؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المزارع والأشجار الثلاثة

قصة الأرنب و السلحفاة

قصة الغرفة رقم 13..