قصة الغرفة رقم 13..
"الغرفة رقم 13"
في إحدى الليالي الباردة، قرر شاب يُدعى خالد أن يقضي إجازته في فندق قديم يقع في ضواحي المدينة. الفندق كان هادئًا، مهجورًا تقريبًا، وله سمعة غريبة بين السكان المحليين، حيث كان يُشاع أن الغرفة رقم 13 مسكونة بأرواح لا تهدأ.
عندما دخل خالد الفندق، استقبله موظف الاستقبال بنظرة باردة، وكأنه يحذرّه من شيء. ومع ذلك، لم يُعر خالد الأمر اهتمامًا. طلب غرفة، لكن عندما سمع الموظف رقم الغرفة الذي أعطي له، تغيرت ملامحه فجأة وقال بصوت متوتر:
"هل أنت متأكد أنك تريد البقاء في الغرفة رقم 13؟"
ابتسم خالد وقال: "أنا لا أؤمن بالخرافات، لا تقلق."
صعد خالد إلى الغرفة، وبمجرد دخوله، شعر ببرودة غريبة، على الرغم من أن المدفأة كانت تعمل. الغرفة كانت عادية، لكن شيئًا ما فيها لم يكن على ما يرام. الجدران بدت وكأنها تهمس، وظلال غير مألوفة تظهر وتختفي.
في منتصف الليل، استيقظ خالد على صوت خافت يشبه البكاء. حاول تجاهل الأمر، معتقدًا أنه مجرد تخيلات، لكن الصوت أصبح أقرب وأوضح. نهض ليتفقد الأمر، فاكتشف أن الصوت قادم من خزانة الملابس.
بيدين مرتجفتين، فتح الخزانة ببطء، لكنه لم يجد شيئًا. فجأة، أُغلِق الباب الرئيسي للغرفة بعنف، وانطفأت الأنوار. أصبحت الغرفة غارقة في الظلام، وبدأت همسات متقطعة تملأ المكان.
حاول خالد إشعال المصباح بجانب السرير، لكنه لم يعمل. ثم شعر بيد باردة تلمس كتفه. التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا. زادت ضربات قلبه، وبدأ يسمع صوت خطوات تقترب منه ببطء.
فجأة، ظهرت على المرآة عبارة مكتوبة بخط غير مرئي:
"أخرج... قبل فوات الأوان."
اندفع خالد نحو الباب محاولًا فتحه، لكنه كان مغلقًا بإحكام. ثم شعر بشيء يسحبه للخلف. كانت الظلال تتكاثف حوله، وبدأ يسمع أصوات صرخات قادمة من الجدران.
في الصباح التالي، عندما صعد موظف الاستقبال لتفقد الغرفة، وجدها فارغة تمامًا، كأن أحدًا لم يكن فيها. اختفى خالد دون أن
يترك أي أثر. وما زالت الغرفة رقم 13 تنتظر زائرها التالي، لتروي له قصتها الغامضة.
أخبرنا عن رأيك وتعليقك

تعليقات
إرسال تعليق