قصة ثمرة الصبر


 

ثمرة الصبر


في إحدى القرى البعيدة، كان هناك مزارع بسيط يُدعى حسن يعيش مع زوجته وأطفاله. كان حسن يمتلك قطعة أرض صغيرة يعمل بها من الفجر حتى غروب الشمس. لكن هذه الأرض كانت قاحلة ولم تكن تعطي سوى محصول قليل بالكاد يكفي لإطعام عائلته.


ذات يوم، قرر حسن أن يذهب إلى حكيم القرية ليستشيره في أمر أرضه. قال للحكيم: "يا سيدي، أعمل في أرضي بكل جهد ولا أرى سوى القليل. ماذا أفعل؟"


ابتسم الحكيم وقال: "يا حسن، الأرض مثل الحياة، تحتاج إلى صبر وإصرار. ازرع شجرة تفاح في وسط أرضك واعتنِ بها جيدًا. ستحصد منها خيرًا كثيرًا، لكن لا تستعجل النتائج."


رغم استغرابه، قرر حسن أن يستمع للنصيحة. غرس شجرة صغيرة في وسط أرضه، وبدأ يعتني بها يوميًا. كان يسقيها في الصباح وينظف الأرض من الأعشاب الضارة حولها. ومع مرور الأشهر، كان يبدو أن الشجرة لا تنمو، لكنه لم ييأس واستمر في الاهتمام بها.


مر عام، ثم عامان، دون أن يرى حسن أي ثمار من الشجرة. بدأ أهل القرية يسخرون منه، وقالوا: "لماذا تضيع وقتك على شجرة ميتة؟" لكنه رد بابتسامة: "الصبر مفتاح الفرج."


وفي العام الثالث، بدأت الشجرة تزهر لأول مرة. لم يمضِ وقت طويل حتى أخرجت الشجرة أولى ثمارها، وكانت تفاحًا كبيرًا وحلوًا لم يسبق لأحد في القرية أن تذوق مثله.


انتشر خبر تفاح حسن في القرى المجاورة، وبدأ الناس يأتون لشراء الفاكهة. أصبحت شجرة التفاح مصدر رزق لعائلته، وتحولت أرضه مع مرور الوقت إلى بستان مليء بالأشجار المثمرة.


في يوم من الأيام، جاء أحد أطفال القرية إلى حسن وسأله: "يا عمي حسن، كيف استطعت أن تتحمل كل هذا الوقت؟" أجابه حسن بابتسامة: "يا بني، الحياة تعلمنا أن الأشياء الجميلة تحتاج إلى صبر. لو كنت استسلمت لما حصلت على هذا الخير."


ومنذ ذلك اليوم، أصبح حسن مثالًا يُحتذى به في القرية، وتعلم الجميع منه أن الصبر والعمل الجاد هما طريق النجاح.



ما رأيك بهذه القصة؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المزارع والأشجار الثلاثة

قصة الأرنب و السلحفاة

قصة الغرفة رقم 13..