قصة القصر المهجور

 

قصة القصر المهجور
لغز القصر المهجور


في إحدى القرى البعيدة، كان هناك قصر ضخم مهجور يحيطه الغموض. القصر كان يُقال إنه يعود لعائلة نبيلة عاشت فيه منذ أكثر من مئة عام، لكنه أصبح خاليًا بعد اختفاء جميع أفراد العائلة في ليلة غامضة. القرويون كانوا يتجنبون القصر، معتقدين أنه ملعون، وكانت الشائعات تحكي عن أصوات غريبة تُسمع منه ليلاً وأضواء تظهر أحيانًا في نوافذه المهجورة.


ذات يوم، قرر شاب يُدعى "إلياس"، شغوف بالقصص الغامضة، استكشاف القصر. كان إلياس مغامرًا ويهوى كشف الحقائق خلف الحكايات الشعبية. أخذ معه مصباحًا وبعض الأدوات وبدأ رحلته نحو القصر عند غروب الشمس.


البداية


عندما دخل القصر، شعر ببرودة غير عادية رغم أن الجو كان دافئًا في الخارج. كانت الأرضية مغطاة بالغبار، والجدران مليئة بالشقوق، والثريات القديمة معلقة بشكل مائل. لكن أكثر ما لفت نظره هو لوحة ضخمة في الصالة الرئيسية تصور عائلة مكونة من خمسة أفراد. كانت العيون في اللوحة تبدو وكأنها تتابعه أينما تحرك.


في إحدى الزوايا، وجد مذكرات قديمة. بدأ بقراءة الصفحات التي تروي تفاصيل الحياة اليومية للعائلة. ولكن في الصفحة الأخيرة كانت هناك جملة مكتوبة بخط مرتجف:

"لقد اكتشفوا السر، ونحن الآن في خطر. إذا كنت تقرأ هذا، اهرب فورًا!"


الأصوات الغامضة


بينما كان يقرأ، سمع إلياس صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. تردد للحظة، لكنه قرر الصعود. السلم كان يصرّ مع كل خطوة، وصوت الرياح عبر النوافذ المكسورة أضاف أجواء مرعبة. عندما وصل للطابق العلوي، وجد غرفة كانت تبدو وكأنها لم يمسسها الزمن. كل شيء كان مرتبًا بعناية، وكأن أصحابها سيعودون في أي لحظة.


على الطاولة، وجد خريطة صغيرة تشير إلى غرفة سرية تحت القصر. قرر البحث عن هذه الغرفة.


الغرفة السرية


بعد تفتيش دقيق، وجد بابًا خفيًا خلف مكتبة قديمة. فتح الباب بحذر وبدأ بالنزول عبر درج حلزوني يقوده إلى أعماق القصر. هناك، وجد غرفة مضاءة بشموع قديمة، وفي وسطها طاولة مليئة بأوراق ورسومات غريبة. كانت هناك رموز ونصوص غير مفهومة، وصندوق خشبي صغير مغلق بقفل.


عندما حاول فتح الصندوق، سمع صوتًا خلفه يقول:

"لم يكن عليك القدوم هنا!"


الظهور الغامض


التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا. بدأ يشعر بأن المكان يضيق عليه وأن الهواء أصبح ثقيلًا. فجأة، أُغلق الباب خلفه بقوة، وأصبحت الشموع تتراقص بطريقة غير طبيعية.


في لحظة شجاعة، فتح إلياس الصندوق. داخله وجد مفتاحًا صغيرًا ورسالة تقول:

"المفتاح هو الحرية. استخدمه بحكمة."


الهروب


بدأت الأرض تهتز وكأن القصر ينهار. ركض إلياس نحو السلم محاولاً الهروب، واستخدم المفتاح لفتح الباب المغلق. بمجرد أن خرج من القصر، توقف الاهتزاز واختفت الأصوات الغريبة.


عندما التفت للنظر إلى القصر مرة أخرى، وجد أنه اختفى تمامًا وكأنه لم يكن موجودًا أبدًا. عاد إلياس إلى قريته ومعه المذكرات والصندوق، لكنه قرر ألا يروي ما حدث لأي شخص، مكتفيًا بالاحتفاظ باللغز لنفسه.


ومنذ ذلك الحين، لم 

يجرؤ أحد على الحديث عن القصر مرة أخرى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المزارع والأشجار الثلاثة

قصة الأرنب و السلحفاة

قصة الغرفة رقم 13..